الحنين إلى النظام الإستعماري 

لماذا سيارات الدولة الصحراوية تحمل لوحات ترقيم بأحرف GSH وسيارات المواطنين تحمل حرفي SH وهي علامات منقولة عن النظام الإستعماري الإسباني؟. لماذا السلطات الصحراوية مضطرة إلى أخذ النموذج الإستعماري؟ أيعود ذلك إلى ضعف في الأبداع أم هو حنين إلى الماضي الإستعماري؟ لماذا لا نعتمد أحرف RASD لترقيم سياراتنا ؟ 

ولكن الأخطر من ذلك هو أن الجبهة اعتمدت أيضاً النظام القبلي الذي اخترعه الإسبانيون لزرع التفرقة بين الصحراويين لتوطيد سيطرته وبناء سد أمام أي إحتمال للوحدة الوطنية وقد سخر ما يسمى بشيوخ القبائل كشبكة للإستعلامات ومتابعة أي تحرك من شأنه خلق شعور وطني داخل المجتمع الصحراوي. والغريب في الأمر أن طليعتنا السياسية تبنت هذا النظام بكل تفاصيله. هكذا، عندما إلتحق شيوخ القبائل بالجبهة تم تشكيل ما سمي بالمجلس الوطني الذي كان في الحقيقة مجلساً قبلياً محضاً وأعطيت مناصب وزارية لبعض الشيوخ وعندما اصابتهم ألمانية ورث ابناؤهم تلك المناصب. هكذا نجد اليوم أبناء عملاء الإستعمار الإسباني في مناصب وزارية وفي السفارات والتمثيليات المختلفة. 

50 عاماً بعد رحيل الإستعمار الإسباني، نجد أبناء الشيوخ وعملاء إسبانيا لا يزالون يتربعون على عرش أسلافهم من كبار « الشكامة » واعوان الإستعمار، نذكر من بينهم على سبيل المثال لا الحصر : 

– ادة ولد أحميم، أبوه كان أكبر شكام في مدينة السمارة، بل أكثر من ذلك، ادة نفسه إلتحق بالجبهة داخل « خنشة » بعد اختطافه من طرف بعض المناضلين بسبب عمالته. وهو اليوم يتقلد منصب وزير منذ قرابة 40 سنة.


الأخطر من ذلك هو أن سلالة أبناء هولاء الشيوخ يجري في عروقهم دم العمالة مثلما هو حال المدعو الحاج أحمد لحمير الذي انتابه الغرور لكونه إبن أحد كبار عملاء الإستعمار الإسباني. عندما أدخله غروره غرفة « الكاراج » لم يتردد في بيع ضميره للمستعمر الجديد.

– السالك بابا حسن : وزير الصحة

– المصطفى محمد علي سيد البشير : كان أبوه عميلاً للإستعمار المغربي أيضاً وجاء للجبهة ضمن العائلات المحررة بعملية السمارة التاريخية (1979) في الوقت الذي كان يتقلد منصب مندوب بالبرلمان المغربي.

– لمام محمد علي سيد البشير : سفير باثيوبيا. 

– امبيريك احمدي : سفير ملحق بالخارجية رغم فضيحته بالبرازيل 

– أبا ماء العينين : جده مولاي بيبات 

واللائحة طويلة وعديدة تفضح ميولنا منذ 50 سنة للتشكيلة الإستعمارية التي تمنع الكفاءت من الإرتقاء بالمناصب التي من شأنها الدفع بالقضية الوطنية إلى الأمام. 

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*